فِرار قيادي من البوليساريو بسيارته العسكرية إلى وطنه المغرب وغالي يحذر من “الحملة الادعائية”
من جديد يأبى أحد الصحراويين المُغرر بهم، في مخيمات تندوف، إلا أن يستغل الفرصة التي أتيحت له، ويقرر الفرار من جحيم العيش في كنف الكيان الوهمي المسمى البوليساريو، الذي تديره عصابة مرتزقة بإشراف مباشر من أجهزة النظام الجزائري العسكرية والمخابراتية.
فقد التحق يوم الخميس الماضي قيادي عسكري في الجبهة الانفصالية بأرض الوطن، بعد ما تمكن من اجتياز الجدار الرملي وتسليم نفسه للقوات المسلحة الملكية، في الساعات الأولى من يوم الخميس 16 يوليوز الجاري، مقررا إنهاء سنوات من الاغتراب والمهانة في ضيافة النظام الجزائري، وبعدما فطن لأطروحة الوهم التي جعلت منها شرذمة انفصاليين بغدارة وإشراف مباشر من أسيادهم العسكر الجزائريين، أصلا تجاريا للمتاجرة في معاناة بضعة آلاف من الصحراويين، منهم من ما يزال تنطلي عليه الخديعة ومنهم من تمنعه فقط سلطة القمع من العودة إلى أرض الوطن الغفور الرحيم بأبنائه.
وكشفت مصادر صحراوية أن المعني بالأمر كان يقود فرقة عسكرية بميليشيا تابعة للبوليساريو، بالناحية الثالثة المتمركزة بضواحي منطقة “أم دريكة”، غير بعيد عن الجدار الرملي الأمني الذي يقيمه الجيش المغربي الباسل.
وأكدت المصادر ذاتها أن المسؤول العسكري في البوليساريو، قد فر هاربا من قوات البوليساريو، عندما تحين الفرصة، وامتطى سيارة ذات الدفع الرباعي من نوع طويوطا التي كانت في متناوله، ومجهزة بأسلحة نارية من نوع كلا شينكوف، ومخزون لحمل الرصاص الحي، لينطلق بسرعة في اتجاه الجدار ليسلم نفسه للقوات المسلحة المرابطة في منطقة “أم دريكة”.
وجاءت عملية الفرار هاته عشية عقد قيادة جبهة البوليساريو، يوم أمس السبت، اجتماعا لِما يسمى “هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي”، بقيادة زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي، حيث كان فرار القيادي العسكري على جدول أعمال الاجتماع حتى وإن لم يتم الإشارة إلى ذلك علنا، واكتفى بيان الانفصاليين، الذي أعقب الاجتماع بالإشارة إلى أن “القائد الأعلى” (إبراهيم غالي)، “نبّه إلى الحملات الدعائية المغربية في الآونة الأخيرة التي تبرز تخبطا واضحا لنظام الاحتلال”، في إشارة إلى نشر خبر فرار القيادي الانفصالي على نطاق واسع من قبل منابر إخبارية مغربية، إسوة بكثير من الأخبار الأخرى منها حالة الاحباط التي تسود ساكنة المخيمات، وانتشار البطالة ونقص المواد الغذائية وتفشي وباء كورونا في مخيمات تندوف، بالإضافة إلى التقارير التي ما فتئت وكالة الأنباء المغربية الرسمية تبثها نقلا عن عديد من الخبراء الأوروبيين والدوليين الذين يفضحون التلاعب بالمساعدات الإنسانية الموجهة إلى مخيمات تندوف، بإشراف من ضباط جزائريين عسكريين ومن المخابرات.
وتجدر الإشارة أنها ليست المرة الأولى التي يفر فيها قادة وعناصر عسكريون إلى المغرب، بل تعتبر واحدة فقط من عشرات أخريات مشابهات، وقبل أيام فقط باءت محاولة فرار عدة عناصر (حوالي 10 أشخاص) من البوليساريو بالفشل، بعدما فطن إليهم زملاء انفصاليون وطاردوهم قبل أن يدخلوا معهم في عملية تبادل إطلاق النار، قتل على إثرها بعض الذين كانوا ينوون الفرار إلى أرض الوطن، بينما تم اعتقال الآخرين الذين يواجهون عقوبات قاسية وينتظرهم مسلسل من التعذيب في أقبية سجون البوليساريو، التي تشرف عليها المخابرات الجزائرية مباشرة.
وكشفت مصادر مطلعة أن تزايد عمليات الفرار، في الآونة الأخيرة، أربك المخابرات الجزائرية التي باتت تتخوف من التحاق مسؤولين عسكريين من الصف الأول في الجبهة الانفصالية، بالمغرب، إسوة بعدد من المسؤولين العسكريين والقادة الكبار الذين فضلوا منذ سنوات الالتحاق بأرض الوطن وإنهاء وهم أسطورة “الدولة الصحراوية” المزعومة، ومنهم من تبوأ مناصب المسؤولية في الإدارة المغربية، بعدما عبروا عن ندمهم الشديد على تلك السنوات من عمرهم التي قضوها في مخيمات الذل بتندوف.
عبدالله توفيق