محمد يونس يؤدي اليمين لقيادة الحكومة الموقتة في بنغلاديش بعد الإطاحة بالشيخة حسينة
أدى محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام اليمين الدستورية اليوم الخميس لقيادة الحكومة الموقتة في بنغلاديش كمستشار رئيس لها، بعد الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة.
وقال يونس خلال مراسم أداء اليمين بالقصر الرئاسي في دكا أمام زعماء سياسيين وقادة المجتمع المدني وجنرالات ودبلوماسيين “سأحافظ على الدستور وأدعمه وأحميه”، مضيفاً أنه سيؤدي واجباته “بصدق”.
وأدى اليمين الدستورية كذلك 12 عضواً من حكومته الذين يحملون لقب مستشارين وليسوا وزراء، ومن بينهم كبار قادة مجموعة الطلاب ضد التمييز التي قادت الاحتجاجات التي استمرت لأسابيع، ناهد إسلام وآصف محمود.
وكان من بين الآخرين وزير الخارجية السابق توحيد حسين والمدعي العام السابق حسن عارف، إضافة إلى المحامية البيئية سيدة رضوانة حسن وأستاذ القانون والكاتب البارز آصف نذرل.
وأدى اليمين القانونية كذلك عادل الرحمن خان، الناشط البارز في مجال حقوق الإنسان الذي حكمت عليه حكومة حسينة بالسجن لمدة عامين، كمستشار.
وكان محمد يونس وصل إلى بنغلاديش اليوم الخميس استعداداً لتوليه رئاسة الحكومة الموقتة التي ستؤدي اليمين الدستورية على الفور، على أن تتولى مهمة قيادة “عملية ديمقراطية” نحو انتخابات سريعة.
وتم تشكيل هذه الحكومة التي سيقودها المتخصص الاقتصادي البالغ من العمر 84 سنة في أعقاب أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، وفرار رئيسة الحكومة المخلوعة الشيخة حسينة. وقال قائد الجيش الجنرال وقر الزمان إن من المقرر أن يؤدي يونس اليمين الدستورية اليوم “نحو الساعة الثامنة” مساء (14:00 بتوقيت غرينتش) خلال مراسم “بحضور نحو 100 شخص مبدئياً”.
وقال القائد العسكري في خطاب تلفزيوني موجه للأمة إنه “واثق” من أن محمد يونس سيكون “قادراً على قيادة عملية ديمقراطية جيدة، سنجني ثمارها”.
انتخابات نزيهة
من جهته، استقل يونس الذي دعا مواطني بنغلاديش يوم الأربعاء إلى “الهدوء” طائرة من مطار رواسي في باريس متوجهاً إلى بلاده عبر دبي. وقال في بيان “أناشد الجميع بشدة الحفاظ على الهدوء. رجاء الامتناع عن جميع أنواع العنف”.
وتعهد يونس الأربعاء في مقال نشره في مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية بأنه سيبذل كل ما في وسعه لضمان “تنظيم انتخابات حرة ونزيهة خلال الأشهر المقبلة”، مضيفاً أنه ينبغي على الشباب “ألا ينشغلوا بتصفية الحسابات، كما فعل كثر في حكوماتنا السابقة”.
كذلك دعا طارق الرحمن رئيس حزب بنغلاديش الوطني بالإنابة وهي حركة المعارضة الرئيسة للنظام السابق إلى إجراء انتخابات “في أقرب وقت ممكن”، في كلمة وجهها عبر الفيديو إلى حشد كبير في دكا، من منفاه في لندن الذي لجأ إليه خلال ولاية الشيخة حسينة.
وسهلت عودة محمد يونس إلى بلاده تبرئته أمس في محكمة استئناف من تهمة انتهاك قانون العمل. وكانت إدانته أمام المحكمة الابتدائية خلال يناير (كانون الثاني) الحكم الوحيد الصادر ضده في أكثر من 100 دعوى جنائية تستهدفه، ويعد المدافعون عنه أن أهدافها سياسية.
وسافر يونس إلى الخارج بعد أن حكم عليه بالسجن ستة أشهر، مع بقائه حراً في انتظار الاستئناف. وأعلن محاميه أمس تبرئته في الاستئناف.
وكان قائد الجيش البنغلاديشي، وقر الزمان، أعلن يوم الاثنين الماضي، عزمه تشكيل حكومة انتقالية بعدما قدمت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة استقالتها وغادرت العاصمة تحت ضغط احتجاجات عارمة.
وقال في خطاب على التلفزيون الحكومي “سنقوم بتشكيل حكومة انتقالية”، مؤكداً استقالة الشيخة حسينة التي كان مصدر مقرب منها أفاد بأنها غادرت دكا على متن مروحية.
تظاهرات شعبية
وتسارعت التطورات في وقت اقتحم آلاف المحتجين مقر رئيسة الوزراء في دكا بعدما أفاد مصدر مقرب منها بأنها غادرته في خضم تظاهرات عارمة تدعو لاستقالتها.
وأظهر بث لقناة “بنغلاديش 24” مشاهد تظهر حشوداً يقتحمون المقر الرسمي لحسينة وهم يلوحون للكاميرا ابتهاجاً.
الناس/متابعة