من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة!

0

نورالدين اليزيد

بطريقة أشبه إلى “الطّنز” بالدارجة تاعرابت، سارع الإعلام المغربي الرسمي، بقيادة وكالة الأنباء، إلى الترويج، على نطاق واسع، خبر احتجاج نشطاء جزائريين في #جنيف ضد سلطات بلادهم على الاعتقالات التعسفية التي تطال نشطاء الحراك والصحافيين.

وبالموازاة مع ذلك جندت السلطات المغربية إعلامها الرسمي والإعلام التابع، للترويج والدعاية لعريضة وقّع عليها “فنانون” و”مثقفون” غالبيتهم يستفيدون من ريع السلطة، ينددون فيها بعريضة شبيهة أصدرها “فنانون ومثقفون” مغاربة قبل أيام، يرفضون فيها “القمع” الذي تمارسه سلطات #الرباط ضد #حرية_الرأي_والتعبير!

الصورة غنية عن أي تعليق، وهي إدانة للسلطات المغربية، وتطبيق بالحذافير للمثل القائل: “مَن كان بيته مِن زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة”. وبدل مِن أن تسارع الوكالة الرسمية للأنباء إلى تغطية خبر تقديم نشطاء جزائريين لرسالة احتجاج للمفوضية الأممية لحقوق الإنسان بجنيف ضد سلطات بلادها، وفي نفس الوقت الإسراع إلى التغطية على احتجاج نشطاء مغاربة ضد “تعسف السلطات المغربية” في حق نشطاء وصحافيين، كان عليها أن تتحلى بقليل من الشجاعة وتعترف بتجاوزات وخروقات للسطات المغربية، طالت حقوق الإنسان في السنوات الأخيرة، وهي التجاوزات التي أقرت بها قبل #المنظمات_الدولية، منظماتٌ ومؤسسات وطنية، منها حتى الرسمية، بل ومسؤولون على حساباتهم الفيسبوكية. إنها الانتهاكات التي أدت بكثير من النشطاء والفعاليات الإعلامية إلى أن يكون مصيرهم السجن، وأحيانا بمدد فلكية من العقوبات السجنية!

الصورة المعبرة عبرت عنها منظمة #هيومن_راتيس_ووتش بداية الشهر الجاري، عندما قالت إن المتابعات القضائية للصحفيين أبرزت أنّ البلدين (#الجزائر و #المغرب) لطالما توافقا على شيء واحد، رغم اختلافاتهما السياسية؛ فالدستور الجزائري وقانون الصحافة المغربي لسنة 2016 ينُصان على أنّ جرائم الصحافة لا تستوجب عقوبات سجنية، لكنّ كلا من الدولتين، رغم تظاهرهما باحترام حرية الصحافة، فقد أقرّتا بسجن صحفيين بارزين؛ أسلوب المغرب يتمثل في توجيه مجموعة من التهم الجنائية، بينما تفضل السلطات الجزائرية الاعتماد على تُهم غامضة ينصّ عليها قانون العقوبات! فلا دولة من الدولتين إذن لها الأهلية لتعطي الدروس للأخرى!

سياسة التعتيم الرعناء التي يقوم بها الإعلام الرسمي، ومعه الإعلام التابع وتابع التابع، الذي يقتات على فتات موائد السلطة وريعها، ما عادت تنفع نظاما سياسيا ولا حتى لوبيا أو أشخاصا لهم مآرب شخصية مقيتة، وهي إنْ كانت تفعل شيئا فإنما تدفع دولةً بحجم #المغرب إلى أن تكون مدعاة للضحك والسخرية من مواطنيها قبل غيرهم، في ظل زمن بات فيه العالم، فعلًا وحقيقةً، قريةً صغيرة بسبب التفجر التكنولوجي في مجال الاتصالات!

الذين يقومون بمثل هذه الحملات الإعلامية الساذجة، قصد توجيه #الرأي_العام لفائدة أجنداتهم، إنما يسيئون إلى #الوطن وإلى #النظام، وهم بذلك إنما يرتكبون أخطاء قاتلة؛ لأنها لن تؤدي -ببلادتها- إلا إلى تأليب هذا الرأي العام ضد هؤلاء. وفي ظل ظروف الاحتقان القائم والغضب الكامن في النفوس، لأسباب كثيرة ليس اولها ولا آخرها الوباء القاتل العاصف كورونا وتداعياته، فإن هؤلاء العبثيون الفاشلون من المسؤولين، إنما يقودون البلاد والعباد إلى الحائط.. الطريق المسدود.. و #خليونا_ساكتين

[email protected]

ملحوظة: هذه المقالة نُشرت بادئ الأمر كتدوينة على حساب صاحبها في فيسبوك

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.