“سعد” اللبنانيين و”سعد” المغاربة والاحتجاج وباقي التويشيات الأخرى!*

القواسم والفوارق بين الرجلين وبين الشعبين!!

0

نورالدين اليزيد

بعيدا عن مستملحات الحراك اللبناني وجمال اللبنانيات المتظاهرات والمواقف المرحة التي لا تلغي بأي حال جدية مطالب اللبنانيين، لو علم المغاربة الأسباب الحقيقية التي أخرجت هؤلاء لينتفضوا على رئيس حكومتهم سعد الحريري، لخرجوا هم أيضا وانتفضوا بقوة ضد حكومة سعدالدين العثماني، وإليكم بعض الأسباب؛

نورالدين اليزيد

-إذا كانت احتجاجات اللبنانيين سُيمت بـ #ثورة_الواتساب فبسبب إعلان الحكومة عزمها فرض ضرائب على مكالمات تطبيقات الأنترنيت (الواتساب تحديدا)، لأن اللبنانيين يضطرون لفعل ذلك في ظل غلاء أسعار المكالمات الهاتفية ***عندنا في المغرب تعبر أسعار المكالمات الهاتفية من أغلاها في المنطقة، بل في بعض السنوات اعتُبرت الأغلى قبل أن تنخفض قليلا في ظل تزايد وانتشار تطبيقات الأنترنيت للمحادثة الفورية!!

– رد فعل الحكومة اللبنانية على الاحتجاجات كان سريعا ولم يتحدث سعد الحريري عن مكالمات واتساب فقط، لأن الساسة هناك يعرفون أن اللبنانيين يعانون منذ سنوات في صمت من ارتفاع المعيشة وغلاء الضرائب وانتشار الفساد و…. ولذلك ألعن رئيس حكومتهم من بين ما أعلن عن عدم رفع الضريبة على القيمة المضافة (11%) بل والعمل على خفضها تدريجيا *** في المغرب الضريبة على القيمة المضافة (TVA) لا تقل عن 20%   مع استثناءات في بعض المواد الأكثر استهلاكا! لاحظوا الفرق مع أن الدخل الفردي من الناتج المحلي الإجمالي حسب تقرير منتدى الاقتصاد والأعمال بالأمم المتحدة للعام 2018، المغرب جاء في مرتبة متدنية جدا، متأخرا عن دول عربية كثيرة في التصنيف الذي شمل 187 دولة، واحتل الرتبة 122 (بـ 5.456 دولارا سنويا)، متأخرا عن ليبيا (82)، وتونس (90)، ومصر(111)، والجزائر (105)، في حين حلت لبنان قبل كل هؤلاء في المرتبة (68) (بـ 14.845 دولار) وراء السعودية مباشرة في المرتبة 67 (15.353) وأمام بلغاريا (14.499)!

وإذا كان رئيس حكومة لبنان قد أعلن عدم الرفع من هذا النوع من الضريبة بل والعمل على التخفيض منها مستقبلا وعدم إضافة أية ضرائب جديدة، فإن الحكومة عندنا منذ جاء “الإسلاميون” اتسع أكثر الوعاء الضريبي وارتفعت قيمتها، وكلنا يتذكر التصريح الشهير لرئيس الحكومة السابق غير المأسوف على رحيله سيء الذكر #عبدالإله_بنكيران عندما قال إن من يملك سيارة قديمة (كانت معفية من الضرائب) هو ليس مواطنا فقيرا وعليه دفع الضريبة (يعني حتى ولو كانت ققيمتها لا تتعدى 20 ألف درهم وعمرها 40 سنة)، وعلى نفس النهج سار خلفه العثماني!

-سعد الحريري وعد بإعداد قانون لاسترجاع الأموال المنهوبة وإعداد قانون آخر لمحاربة الفساد، ***وعندنا منذ جاء الإسلاميون طبعوا بشكل مشبوه مع الفساد، ورفعوا شعار “عفا الله عما سلف”!

-سعد “اللبنانيين” وعد المحتجين بأنه سيخفض من أجور الرؤساء والوزراء والنواب البرلمانيين السابقين (تقاعدهم) والمحليين بـ 50 % *** عندنا يعتبر حتى مجرد الحديث عن هذا الموضوع من قِبل الحكومة من باب المحرمات، بل إن عرّاب “الإسلاميين” إلى الحُكم غير المأسوف على “تغبار كمارتو” #عبدالإله_بنكيران كان كلما سئل عن الموضوع إلا وألصقه بالملِك الراحل الحسن الثاني الذي -بحسبه- رأى ذات يوم وزيرا في حالة يرثى لها فأمر بتخصيص تقاعد “سمين” للوزراء والبرلمانيين لأنهم خدموا الدولة بحسب هذا الأفاك، الذي إنما كان يمهد الطريق لتقاعده الدسم الذي وصل إلى 70 ألف درهم (سبعة ملايين)، ليلصقه من جديد بالملك ويقول للناس أن محمدا السادس هو من أمر له به.. يا لوقاحته !!

-سعد الحريري عندهم لما قدم رزنامة من الإصلاحات استجابة لغضب الشعب اللبناني، لم يطلب من المحتجين العودة إلى بيوتهم ولم يتهم أحدا منهم بالانفصال أو التآمر على البلاد مع أنه العنصر الطائفي عندهم معشش ومتجذر، بل وقال لهم إن هذه الإصلاحات ليست من أجل المقايضة، بل هي بداية لصفحة جديدة وبداية مسار لإعادة الكرامة للمواطنين التي خرجوا من أجلها اليوم، ولأجل الحصول على فرص عمل وعلى خدمات في المستوى*** عندنا بالإضافة إلى نعت المواطنين بأقذع النعوت (المداويخ والقطيع مثلا) فإن تهمة الانفصال وتهديد أمن البلاد هي السلاح الذي تواجه به السلطة المحتجين وقد تقودهم إلى السجن بعشرات السنين!

و #خليونا_ساكتين

*(المقالة بمثابة تدوينة على حساب الكاتب على الفيسبوك)

[email protected]

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.