هكذا توقع نورالدين اليزيد قبل سنة التطبيع بين المغرب وإسرائيل باستعمال ورقة الصحراء

0

هكذا توقعنا التطبيع سيكون، قبل سنة، وقد كان.. وقد كنا سباقين إلى دعوة السلطات المغربية إلى الخروج إلى العلن، وقولها صراحة: “إن وحدة أراضي المغرب تتطلب أن نُطبع”، وأن #فلسطين لها أبناؤها ومرابطوها.. هكذا هو حدسنا ولله الحمد و #خليونا_ساكتين

========

المغرب يؤيد صفقة القرن !

نورالدين اليزيد

يسألونك عن #صفقة_القرن قل فيها خيانة بكل بساطة ولا داعي للتفاصيل التي بداخلها تأوي شياطين الإنس والجن!

نورالدين اليزيد

إصرار #المغرب الرسمي على تضمين عبارة منسوخة في كل بياناته منذ إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام (صفقة القرن)، مفادها أن “المغرب يقدر الجهود البناءة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية، ويتابع باهتمام إعلان الرئيس #دونالد_ترامب عن خطته للسلام، وسيعكف على دراسة تفاصيلها ومقتضياتها بعناية كبيرة”، ثم يردف بعدها “أن إطلاق هذه الدينامية (المقصود طبعا المبادرة الأمريكية) هو السبيل الوحيد للوصول إلى حل واقعي قابل للتطبيق ومنصف ودائم للقضية الفلسطينية، بما يمكن شعوب المنطقة من العيش بكرامة ورخاء واستقرار، ويضمن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة، عاصمتها القدس الشرقية”. ثم يختم المغرب الرسمي بياناته نفسها التي وزعها على مختلف الوزراء، بتلك العبارة الأخرى المكررة والتي محتواها أن “المملكة تؤمن بأن القدس يجب أن تبقى أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار كما جاء في نداء القدس الموقع في الرباط يوم 30 مارس 2019 بين الملك وقداسة البابا فرنسيس”، هذا الإصرار على تبني هذا النوع من التصريحات يعني بما لا يدع مجالا للشك أو التأويل أن:

-#الرباط مع صفقة القرن وتعتبرها دينامية وسبيلا وحيدا لإيجاد حل “واقعي”؛

-حديث بيانات الحكومة المغربية عن “شعوب المنطقة” المقصود به حتى الشعب الإسرائيلي، يعني هناك تطبيع مبدئي!

-الحديث عن “حقوق” الشعب الفلسطيني في تلك البيانات ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو كلام ظاهره خدمة القضية وباطنه ضد القضية، حيث إن إسرائيل نفسها وبنود الصفقة تتفقان على أن عاصمة فلسطين ستكون في “أبو ديس”، وهي توجد شرق القدس المحتلة، على الهامش، ولا مانع للاحتلال بتسميتها “القدس الشرقية”؛

-أما التنصيص في بيانات الخارجية المغربية وغيرها من الحكومات والأنظمة العربية على أن “تبقى (القدس) أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث”، فهذا ما لا يتعارض حتى مع العقيدة الصهيونية ومع دولة الاحتلال بل وحتى مع #وعد_بلفور الداعي إلى إنشاء دولة لليهود والذي صدر في العام 1917 باسم وزير الخارجية حينها #آرثر_بلفور كرسالة إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز اليهود البريطانين، وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا وإيرلندا، حيث نص بالحرف (الصورة المرفقة): “تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر” !

-أضِف إلى الموقف الرسمي المغربي المتماهي مع صفقة القرن كشْفَ موقع إخباري أمريكي (أكسيوس)، استنادا إلى تصريحات دبلوماسيين ومسؤولين إسرائيليين، عن وجود اتصالات سرية مع نظرائهم من المغرب بشأن التطبيع في العلاقات برعاية أمريكية وبتدخل من اللوبي اليهودي الذي يقنع إدارة ترامب على الاعتراف رسميا بمغربية الصحراء لتعلن الرباط موقفها المؤيد بوضوح للصفقة ! بالموازاة مع ذلك نقلت تقارير إسرائيلية بيع إسرائيل طائرات حربية مسيرة تمكن الجيش المغربي من تعقّب عناصر البوليساريو والمتطرفين على الحدود، وسط تكثم رسمي من الجانب المغربي !

بناء على كل ما سبق، نستطيع إلى حد ما كمغاربة إقناع أنفسنا أن السلطات المغربية وتحديدا الدولة من خلال #ملك_البلاد، ربما وجدت نفسها أمام موقف لا تُحسد عليه ولا قبل لها على مواجهة قوة من حجم #أمريكا، لاسيما في ظل وجود ملف الوحدة الترابية على طاولة #الأمم_المتحدة التي نعرف جيدا اليد الطولى لأمريكا في قراراتها، لكن ماذا يضير مسؤولينا إنْ هم تحلّوا بالجرأة لقول ذلك بدل اللعب بالكلمات وتوزيع بيانات منسوخة على الوزراء يرددونها كالببغاوات بدون اقتناع؟ !

نعرف نحن الشعوب العربية والإسلامية أن القضية الفلسطينية لن يحدد مصيرها ومستقبلها إلا أبناؤها، لكن ما يحز في أنفسنا هو هذا التكالب والتهافت على دعم الاحتلال من تحت الطاولة ومن فوقها ومن حولها بل وتبني أطروحاتهم برُمتها، في مقابل بيع الوهم للفسلطينيين.. إنه الضحك على الذقون وإن غدا لناظره قريب وستروْن ويروْن أي غضب يلقون من المرابطين والمرابطات هناك !

ملحوظة: الصورة هي لرسالة/وعد بلفور المشؤوم

[email protected]

ملحوظة: هذه المقالة نشرنها كتدوينة، في نفس هذا اليوم، من السنة الماضية، وذكرتنا بها ذاكرة فيسبوك، كما نشرناها في ذات اليوم على موقع جريدة “الناس”على هذا الرابط

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.