عائلة النقيب زيان الاسبانية تخشى موته بالسجن وتطالب الملك عبر الصحافة بالعفو عنه
خرجت العائلة الإسبانية لمعتقل الرأي النقيب السابق محمد زيان عن صمتها ووجهت طلبا مفتوحا إلى العاهل المغربي محمد السادس للعفو عنه قبل أن “يموت في السجن”، كما قالت.
وجاء طلب العائلة الإسبانية على صفحات صحيفة “الإندبندينتي” الإسبانية محذرة من أنه قد “يموت في السجن”، بسبب كبره في السن ومعاناته من أمراض مزمنة، وناشد أفرد العائلة الملك محمد السادس العفو عنه بمناسبة ذكرى “ثورة الملك والشعب” التي تحل يوم 20 غشت 2024، وفق ما نقل موقع “لكم”.
وشككت عائلة وزير حقوق الإنسان السابق، في أن يخرج من السجن حيا إذا لم يطلق سراحه وظل في محبسه حتى نهاية عقوبته الحبسية البالغة خمس سنوات حبسا نافذا.
ووصفت صحيفة “الإندبندنتي” زيان بأنه “أكبر سجين في العالم”، وقالت إنه لم يستفد من العفو الملكي الذي أصدره الشهر الماضي الملك محمد السادس بمناسبة مرور 25 عاما على توليه الحكم.
ونقلت نفس الصحيفة عن أنجيليس أندراديس، أخت زيان الإسبانية غير الشقيقة قولها: “نتوجه مباشرة إلى الملك لنطلب منه العفو. زيان يبلغ من العمر 83 عاماً، وحالته سيئة. وتدهور صحته ملحوظ جدا”.
وتتكون أسرة زيان الإسبانية من أربعة إخوة غير أشقاء، توفي اثنان منهما، مع العلم أن والد زيان مغربي ووالدته إسبانية هاجرت إلى المغرب إبان الحرب الأهلية في اسبانيا، لأنها كانت جمهورية، ونشأ زيان مع باقي إخوته غير الأشقاء في منطقة الأندلس بإسبانيا.
وأضافت أنجيليس “لا ينبغي أن يكون في السجن لمجرد التعبير عن رأيه السياسي. إذا أرادوا فليضعوه تحت الإقامة الجبرية. إذا كنا واضحين بشأن شيء واحد، فهو أنه لن يبقى خمس سنوات خلف القضبان”، مضيفة: “سيكون الأمر كثيرًا إذا استمر لمدة عام آخر، فهو يعاني من مشاكل في الظهر والقلب والكلى، صحته متدهورة للغاية”.
وحسب نفس الصحيفة فقد رأت أنجيليس شقيقها آخر مرة منذ بضعة أسابيع، أثناء جلسة محاكمة في إحدى المحاكمات التي واجهها منذ ذلك الحين. وفي ماي الماضي، صدر ضده حكم ثانٍ بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة “تحويل أموال عامة للانتخابات” من “الحزب الليبرالي المغربي”، وهي التهمة التي ينفيها ويعتبرها حلقة جديدة من المطاردة السياسية لتصريحاته العلنية، تقول اخته غير الشقيقة أنجيليس، التي تُعتبر المتحدثة باسم عائلة زيان الإسبانية، وهي تعيش منذ عقود في مدينة لا قادس.
وأضافت أنجيليس: “عندما رأيته اقتربت منه واحتضنته، وأخبرني بأن وضعه سيء للغاية”، مضيفة “الوضع الذي كان فيه مهين لأنهم يعاملونه بشكل أسوأ من الإرهابي، لن يعاملوا حتى أكبر قاتل في العالم بهذه الطريقة، وعندما يحضرونه إلى المحكمة ترافقه شاحنتان، ويدخلونه إلى قاعة المحكمة من خلال الطابق السفلي حتى لا يتمكن أي أحد من رؤية حاله، ولا يدخلونه إلى قاعة المحكمة إلا بعد أن يكون الجميع بداخلها”.
لكن أنجيليس تقول إنها لم تر زيان منذ فترة لأنه يرفض استقبال زواره منذ بضعة أسابيع احتجاجا على “خفض مدة الزيارة إلى عشر دقائق وهو ما يرفضه ويطالب بتمديدها حتى تصل إلى 20 دقيقة”.
وتكشف أنجليس بأنه لا يُسمح لعائلته الإسبانية بزيارته في السجن لأنه ليس لديهم دليل على علاقتهم به وقالت: “نحن ننتظر لنرى ما سيحدث لطلب اختبار الحمض النووي الذي سيتعرف علينا كإخوة ويُسمح لنا بزيارته”.
وعن شقيقها تقول أنجليس: “إنه أخ استثنائي كرس نفسه دائمًا للعائلة. وكشخصية عامة، كان يناضل دائمًا من أجل الحقوق؛ وندد بالفساد الذي حدث في الحكومة. وقد ساعد دائمًا في القضايا السياسية”، مضيفة “إنه شخص مثالي يناضل من أجل مُثُله العليا، من أجل مُثُل الشعب، ومن أجل رفع الظلم”.
وزادت أنجليس:”إنه شخص محبوب للغاية في المغرب، وإذا لم تكن هناك احتجاجات تطالب بالإفراج عنه، فذلك بسبب الخوف. وفي الجلسة الأخيرة كان هناك ما يربو عن 90 محامياً ترافعوا عنه، ولم يوافقوا على الحكم”.
وتخلص أنجليس إلى أن أخاها غير الشقيق النقيب السابق زيان صاحب إرادة حديدية تحدى حملة التشهير التي تشنها عليه وسائل إعلام تسيطر عليها السلطة في المغرب، مضيفة: “إنه شخص ذو شخصية قوية وعنيدة للغاية، لقد كنا دائمًا خائفين عليه لأنه كان دائمًا مباشرًا في انتقاده للحكومة، والآن يعاقبونه قبل كل شيء على آرائه السياسية”.
وختمت أنجيليس أخت زيان الاسبانية تصريحها لـ”الأندبندنتي” بالقول: “هناك أمل ضئيل في رؤيته خارج السجن، أخشى أنه ليس لدينا الكثير من الأمل. هناك خوف من أن يموت في السجن”.
الناس/متابعة